كشفت مصادر إعلامية عبرية عن تشكيل ميليشيا مسلحة جديدة داخل قطاع غزة بدعم مباشر من الاحتلال الصهيوني، وذلك في إطار محاولاته لضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية وتمزيق النسيج الاجتماعي.

وأفادت صحيفة هآرتس العبرية بأن هذه المجموعة يقودها شخص يُدعى حسام الأسطل، وتعمل تحت إشراف جهاز الأمن العام (الشاباك) وبدعم مباشر من جيش الاحتلال، وتُكلّف بمهام استخباراتية وأمنية داخل قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الميليشيا تُكلف أيضًا بمراقبة مناطق معزولة، وجمع المعلومات، وتوفير ما يسمى "الأمن" في نقاط تجمع النازحين في جنوب القطاع، في وقت تشهد فيه غزة عدوانًا متواصلًا من قبل الاحتلال.

من جانبها، أفادت قناة كانال 12 العبرية أن أفراد هذه الميليشيات لا يحصلون على أسلحة رسمية من جيش الاحتلال، بل يتم تسليحهم بأسلحة تمت مصادرتها من مخازن فصائل المقاومة في غزة، بالإضافة إلى أسلحة أُخذت من حزب الله جنوب لبنان.

وأشارت القناة إلى أن عناصر هذه الميليشيات يتقاضون رواتب شهرية من جيش الاحتلال ويحملون تصاريح رسمية لحمل السلاح، ما يجعلهم بمثابة مرتزقة محليين يخدمون أجندات الاحتلال تحت غطاء فلسطيني.

وحذّر خبراء ومحللون من أن الأمر يتجاوز كونه مجرد نشاط استخباراتي، معتبرين أنه محاولة جديدة من الاحتلال بعد فشله في تحقيق أهداف عسكرية مباشرة، للعبث بالجبهة الداخلية وبث الفتنة والانقسام في المجتمع الفلسطيني.

وأدان نشطاء وفعاليات وطنية هذه الميليشيات ووصفوها بأنها "خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني"، متّهمين الاحتلال بالسعي لاستخدام هذه المجموعات ذريعة لاستهداف المناطق المكتظة بالسكان.

كما نبّه بعضهم إلى دور أجهزة استخبارات أجنبية مثل الموساد، في تسريب معلومات "موجّهة" تهدف إلى زرع الفوضى وضرب الاستقرار، مؤكدين أن الهدف الاستراتيجي الأوسع يتمثل في هدم البنية الاجتماعية وتعميق الإحباط والانقسام داخل غزة.

في المقابل، شددت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن هذه التحركات "لن تنال من صمود الشعب"، مؤكدة أن "الخونة والمرتزقة لا مكان لهم، وسيتم التعامل معهم بكل حزم". (İLKHA)